دق التليفون فى منتصف ذات ليلة وانا اقطن فى بيت محظور على اهله التجول بعد التاسعة ومحظور عليهم اليقظة بعد العاشرة ودق التليفون فى منتصف الليل يعنى لديهم نبا كارثة فلم يكد الجرس يدق حتى هبوا جميعا مذعورين من نومهم وكان اسبقنا الى التليفون الخادمة ووقفت تصيح فى السماعة
الو الو
دون ان يجيبها احد
وعدنا الى مضاجعنا بين السخط على الازعاج الطارىء والحمد لله على السلامة من نتائجة المحتملة
ولكنا لم نكد نضع رؤوسنا على الوسائد حتى عاد الجرس يدق فهببنا ثانية وكان اولنا وصولا الى التليفون هو عمى ولكنه لم يفز من الطالب باجابة
وعدنا الى الفراش لنهب مرة ثالثة وفى هذة المرة كنت انا المجيب قلت
الو الو
واتى الى الصوت وجلا خائفا ناعما متسائلا فى ارتباك
الاستاذ محمد فوزى
واخذت ولكنى لا املك سوى ان اجيب
ايوه يا افندم
وادرك اهل البيت من ردى ان الطالب قد تحدث اخيرا وكما سبق القول لم يكن احد منهم يتوقع من مكالمة فى منتصف الليل الا ان يكون نبا وفاة
وهكذا وقفت ممسكا بالتليفون ومن حولى حماى محملقا وزوجتى فاغر فاها وحماتى فى فراشها لاتستطيع النهوض وتصيح فى شبه ولولة
مين مات
ومن الناحية الاخرى فى التليفون اتى الحديث الناعم الوجل يقول
انا معجبة بكتاب قريتهولك وعايزه ابلغك اعجابى
واذهلنى قولها واذهلنى اكثر منه صيحة زوجتى متسائلة فى ذعر وقد نفد صبرها
حد جرا له حاجه
وابعدت السماعة عن فمى وطمانتها بقولى
لا
امال اية مين بيتكلم
ولم اجد بدا لطمانتهم علىان احدا لم يمت من ان اقول الحقيقة فاجبت والسماعة بعيدة عن فمى
دى واحدة معجبة
وصاحت زوجتى غير مصدقة
مش ممكن انت بتكذب
فى انتظار العددالقادم