الجزء الخامس عشر من موسوعة(اعرف نبيك)

في تفضيله (صلى الله عليه وآله) على الأنبياء (عليهم السلام)

الجزء الخامس عشر من موسوعة(اعرف نبيك) 144387

5ـ وفيه أيضاً
ما نصه: عن ابن عباس قال: خرج من المدينة أربعون رجلاً من اليهود قالوا: انطلوا بنا
إلى هذا الكاهن الكذاب حتى نوبخه في وجهه ونكذبه فإنه يقول أنا رسول رب العالمين،
فكيف يكون رسولاً وآدم خير منه ونوح، وذكروا الأنبياء فقال النبي (صلى الله عليه
وآله) لعبد الله بن أسلم: التوراة بيني وبينكم، فرضيت اليهود بالتوراة، فقالت
اليهود: آدم خير منك لأن الله خلقه بيده ونفخ فيه من روحه، فقال النبي (صلى الله
عليه وآله): آدم أبي وقد أعطيت أنا أفضل مما أعطي آدم، فقالت اليهود: وما ذاك؟ فقال
(صلى الله عليه وآله): إن المنادي ينادي كل يوم خمس مرات: أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمداً رسول الله. ولم يقل آدم رسول الله، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة
وليس بيد آدم. فقالت اليهود: صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة. قال (صلى الله
عليه وآله): هذه واحدة.

قالت اليهود: موسى خير منك، قال النبي (صلى الله
عليه وآله): ولم؟ قالوا: لأن الله عز وجل كلّمه بأربعة آلاف كلمة ولم يكلمك بشيء،
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لقد أعطيت أنا أفضل من ذلك، قالوا: وما ذاك؟ قال
(عليه السلام): قوله عز وجل: (سبحان الذي أسري بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى
المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) وحملت على جناح جبرئيل حتى انتهيت إلى السماء
السابعة فجاوزت سدرة المنتهى عندها جنة المأوى حتى تعلقت بساق العرش، فنوديت من ساق
العرش: إني أنا الله لا إله إلا أنا، أنا السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار
المتكبر الرؤوف الرحيم ورأيته بقلبي وما رأيته بعيني فهذا أفضل من ذلك. فقالت
اليهود: صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
هذه اثنتان.

قالوا: نوح خير منك، قال النبي (صلى الله عليه وآله): ولِمَ
ذاك؟ قالوا: لأنه ركب في السفينة فجرت حتى استوت على الجودي. قال النبي (صلى الله
عليه وآله): لقد أعطيت أنا أفضل من ذلك، قالوا: وما ذاك؟ قال: إن الله عز وجل
أعطاني نهراً في الجنة مجراه من تحت العرش، وعليه ألف ألف قصر، لبنة من فضة ولبنة
من ذهب، حشيشها الزعفران، ورضراضها الدر والياقوت، وأرضها المسك الأبيض، فذاك خيرٌ
لي ولأمتي، وذاك قوله تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر) قالوا: صدقت يا محمد، وهو مكتوب
في التوراة، هذا خير من ذاك. قال النبي (صلى الله عليه وآله): هذه
ثلاث.

قالوا: إبراهيم خير منك، قال (صلى الله عليه وآله): ولِمَ ذاك؟ قالوا:
لأن الله اتخذه خليلاً، قال النبي (صلى الله عليه وآله): إن كان إبراهيم خليله فأنا
حبيبه محمد، قالوا: ولِمَ سميت محمداً؟ قال (صلى الله عليه وآله): سماني الله وشق
اسمي من اسمه هو المحمود وأنا محمد وأمتي الحامدون. قالت اليهود: صدقت يا محمد هذا
لخير من ذاك قال (صلى الله عليه وآله): هذه أربعة.

قالت اليهود: عيسى خير
منك؟ قال (صلى الله عليه وآله): ولِمَ ذاك؟ قالوا: لأن عيسى بن مريم كان ذات يوم
بعقبة بيت المقدس فجاءته الشياطين ليحملوه، فأمر الله عز وجل جبرئيل أن أضرب بجناحك
الأيمن وجوه الشياطين وألقهم في النار، فضرب بأجنحته وجوههم وألقاهم في النار. قال
النبي (صلى الله عليه وآله): أنا أعطيت أفضل من ذلك، قالوا: وما هو؟ قال (صلى الله
عليه وآله): أقبلت يوم بدر من قتال المشركين وأنا جائع شديد الجوع، فلما وردت
المدينة استقبلتني امرأة يهودية وعلى رأسها جفنة وفي الجفنة جدي مشوي وفي كمّها شيء
من سكر، فقالت: الحمد لله الذي منحك السلامة وأعطاك النصر والظفر على الأعداء، وإني
قد كنت نذرت لله نذراً إن أقبلت سالماً غانماً من غزوة بدر لأذبحنّ هذا الجدي
ولأشوينه ولأحملنه إليك لتأكله قال النبي (صلى الله عليه وآله): فنزلت عن بغلتي
الشهباء فضربت بيدي إلى الجدي لآكله، فاستنطق الله الجدي فاستوى على أربع قوائم،
وقال: يا محمد لا تأكلني فإني مسموم، قالوا: صدقت هذا خير من ذاك. قال النبي (صلى
الله عليه وآله): هذه خمسة.

قالوا: بقيت واحدة ثم نقوم من عندك، قال (صلى
الله عليه وآله): هاتوا. قالوا: سليمان خير منك، قال: ولِمَ ذاك؟ قالوا: لأن الله
عز وجل سخر له الشياطين والإنس والجن والرياح والسباع، فقال النبي (صلى الله عليه
وآله): فقد سخر الله لي البراق وهي خير من الدنيا بحذافيرها، وهي دابّة من دوابّ
الجنة، وجهها مثل وجه آدمي، وحوافرها مثل حوافر الخيل، وذنبها مثل ذنب البقر، فوق
الحمار دون البغل، سرجه من ياقوتة حمراء، وركابه من درة بيضاء، مزمومة بسبعين ألف
زمام من ذهب، عليه جناحان مكللان بالدر والياقوت والزبرجد، مكتوب بين عينيه: لا إله
إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله). قالت اليهود: صدقت
يا محمد وهو مكتوب في التوراة، هذا خير من ذاك، يا محمد نشهد أن لا إله إلا الله
وأنك رسول الله، قال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): لقد أقام نوح في قومه
ودعاهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ثم وصفهم الله فقللهم فقال: (ما آمن معه إلا قليل)
ولقد تبعني في السنين القليلة ما لم يتّبع نوحاً في طول عمره وكبر سنه، وإن في
الجنة عشرين ومائة ألف صف، أمتي منها ثمانون ألف صف، وإن الله عزّ وجل جعل كتابي
المهيمن على كتبهم الناسخ لها، ولقد جئت بتحليل ما حرموا وبتحريم ما
حللوا.

في سماح شريعته (صلى الله عليه وآله)

الجزء الخامس عشر من موسوعة(اعرف نبيك) 144387

من ذلك: أن موسى جاء بتحريم
صيد الحيتان يوم السبت حتى أن الله قال لمن اعتدى منهم: (كونوا قردة خاسئين)
فكانوا، ولقد جئت بتحليل صيدها حتى صار صيدها حلالاً، قال الله عز وجل: (أُحل لكم
صيد البحر وطعامه متاعاً لكم) وجئت بتحليل الشحوم كلها، وكنتم لا تأكلونها ثم إن
الله عز وجل صلى عليّ في كتابه قال الله تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي
يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) ثم وصفني الله تعالى بالرأفة
والرحمة وذكر في كتابه: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم
بالمؤمنين رؤوف رحيم) فأنزل الله عز وجل أن لا يكلموني حتى يتصدقوا بصدقة، وما كان
لنبي قط قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدّموا بين يدي
نجواكم صدقة) ثم وضعها عنهم بعد أن فرضها عليم برحمته، فهذا الخبر الخامس وبه انتهى
مرادنا.

~~في اللطائف النبوية ومقايسته بثلة من الأنبياء وعلوه عليهم وفيها ست~~
الجزء الخامس عشر من موسوعة(اعرف نبيك) 144387

وعشرون طريفة
الطريفة الأولى: آدم، قوله (صلى الله عليه وآله): كنت نبياً وآدم
بين الماء والطين.

الثانية: وإن كان آدم أول الخلق فقد صار محمد (صلى الله
عليه وآله) قبله، لقوله (صلى الله عليه وآله): إن الله خلقني من نور وخلق ذلك النور
قبل آدم بألف ألف سنة.

الثالثة: نوح، جرت له السفينة على الماء، وهي تجري
للكافر والمؤمن، ولمحمد (صلى الله عليه وآله) جرى الحجر على الماء، وذلك أنه كان
على شغير غدير ووراء الغدير تل عظيم، فقال عكرمة بن أبي جهل: يا محمد إن كنت نبياً
فادعُ من صخور ذلك التل حتى يخوض الماء فيعبر، فدعى بالصخرة فجعلت تأتي على وجه
الماء حتى مثلت بين يديه، فأمرها بالرجوع فرجعت كما جاءت.

الرابعة: إبراهيم،
واتخذ مقام الخليل قبلة (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) وجعل أحوال الحبيب وأفعاله
وأقواله قبلة (لقد كان لكم في رسول الله أسوة).

الخامسة: الخليل كسَّر أصنام
قومه بالخفية غضباً لله، والحبيب كسّر عن الكعبة ثلاثمائة وستين صنماً وأذلّ من
عبدها بالسيف.

السادسة: الخليل بذل ماله لأجل الجليل، وخلق الجليل العالَمَ
لأجل الحبيب (صلى الله عليه وآله).

السابعة: قال الخليل (عليه السلام):
(فإنهم عدوّ لي) وقيل للحبيب: (لولاك لما خلقت الأفلاك).

الثامنة: وبارك في
أولاد الخليل حتى عفوا فأمر داود في أيامه بإحصائهم فعجز عن ذلك، فأوحى الله تعالى
إليه لمّا أطاعني بذبح ولده كثرت ذريته، والحبيب لما ابتلي أيضاً بذبح ابنه الحسين
(عليه السلام) كثرت أولاده.

التاسعة: وصل الخليل إلى الجليل بالواسطة (وكذلك
نرى إبراهيم) ووصل الحبيب بلا واسطة (ثم دنى فتدلى).

العاشرة: قالوا: أظهر
الله الخليل ولم يظهر الحبيب. الجواب إنه أظهر المحبة لمتبعيه فكيف المتبوع؟ قوله:
(إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).

الحادية عشر: يعقوب جعل الأسباط
من سلالة صلبه، ومريم بنت عمران من بناته، والهداة في ذريته، قوله: (ووهبنا له
إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب)، ومحمد (صلى الله عليه وآله) أرفع
ذكراً من ذلك، جعلت فاطمة سيدة نساء العالمين من بناته والحسن والحسين من ذريته،
وآتاه الكتاب المحفوظ لا يبدل ولا يغير.

الثانية عشر: يوسف دعا لمالك بن زعر
ليكثر ماله وولده، قال النبي (صلى الله عليه وآله) لجابر: ستدرك ولداً لي يسمى
الباقر (عليه السلام) فإذا لقيته فاقرأه مني السلام.

الثالثة عشر: موسى
قوله: (ولقد آتينا موسى تسع آيات بيّنات) قال ابن عباس والضحاك: اليد والعصا والحجر
والبحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، يروى أن النبي (صلى الله عليه
وآله) استتر للوضوء في بعض أسفاره إلى الشام، فأحاط به اليهود بالسيوف فأثار الله
من تحت رجله جراداً فاحتوشتهم وجعلت تأكلهم حتى أتت على جملتهم، وكانوا مائتي
نفر.

الرابعة عشر: وتبعه (صلى الله عليه وآله) قوم يوماً خالياً، فنظر أحدهم
إلى ثياب نفسه وفيها قمل، ثم جعل بدنه يحكّه، فأنف من أصحابه وانسل، وأبصر آخر وآخر
مثل ذلك حتى وجد كلّهم من نفسه، ثم زاد ذلك عليهم حتى استولى ذلك عليهم فماتوا من
خمسة أيام إلى شهرين.

الخامسة عشر: وهَمّ جماعة بقتله فخرجوا نحو المدينة من
مكة فسلط الله على مزاودهم ورواياهم وسطايحهم الجرذان فخزقتها ونقبتها وسال مياهها،
فلما عطشوا شعروا فرجعوا القهقرى إلى الحياض التي كانوا تزودوا منها تلك المياه،
وإذا الجرذان قد سبقتهم إليها فنقبت أصولها وسال في الحرة مياهها، فتماوتوا ولم
ينفلت منهم إلا واحد لا يزال يقول: يا رب محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) قد
تبت من أذاه، ففرج عني بجاه محمد وآله محمد، فوردت عليه قافلة فسقوه وحملوه وأمتعه
القوم، فآمن بالنبي (صلى الله عليه وآله)، فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) له
تلك الجمال والأموال.

السادسة عشر: استهزأ به (صلى الله عليه وآله) أربعون
نفراً من المنافقين، فقال (صلى الله عليه وآله): ما أن الله يعذبهم بالدم فلحقهم
الرعاف الدائم وسيلان الدم من أضراسهم، فكان طعامهم وشرابهم يختلط بدمائهم، فبقوا
كذلك أربعين صباحاً ثم هلكوا.

السابعة عشر: شعر حسّان:
شريف من الطـــور
يـــوم النـدا

لأن كــــلَّم الله مـــوسـى عــــلى

حبـــي
بـــالرســالة فوق السما

فـــإنَّ النــبـي أبـــا
قـــاســــــــم

عـــلى قـــاب قــوسين لما دنى

وقـــد صـــار
بــالـقرب من ربه

الثامنة عشر: ومن شعره أيضاً:
عيوناً من الصخر ضرب
العصا

وإن فجـــر المــــاء موسى لكم

عيــون مـــن المــاء يوم
الظما

فمـــن كـــف أحمـــد قـد فجرت

التاسعة عشر: ومن شعره
أيضاً:
حبـــي بـــالـــوزارة يـــوم الملا

وإن كـــان هــــارون مـن
بعده

عـــليّ بـــلا شــــك يـــوم النـدا

فـــإن الـــوزارة قـــد
نـــالــــها

العشرون: داود، شعر لحسان:
جبـــال لــديـــه وطيــــر
الهــوا

وإن كـــان داود قـــد أوّبــــــت

بتـــقديس ربــي صغار
الحصى

ففـــي كـــف أحمـــد قد سبحت

الحادية والعشرون: سليمان،
شعر لحسان:
ســـليمان والريــح تجـري رخا

وإن كـــانــت الجـن قـد
ساسها

وشهــــر رواح بـــه إن يــشــا

فهـــشـــر غـــدوّ بـــه
دائــــــباً

مــن المســـجديـن إلى المرتقى

فـــإن النـــبي ســـري
ليـــــــلة

الثانية والعشرون: شعر كعب بن مالك:
سلمان ذا الملك
الــذي ليس بالعمى

وإن تـــك نمـل البر بالوهــم كلمت

صغــــار
الحصـــى فـي كفّه بالترنم

فـــهـــذا نـــــبي الله أحمــد
سبحت

الثالثة والعشرون: يحيى:
صغـــيراً وطــــهّره فـي الصبى

وإن كـــان يحيـــى بــكت عينه

حزيناً على الرجل خوف الرجا

فـــإن النــــبي بـــكا قــــائـــــماً

ولا تـــشق بالــــوحـي
لما أتى

فنــــاداه طهــــب أبــــا قاســــم
الجزء الخامس عشر من موسوعة(اعرف نبيك) 317408