اردت بموضوعي هذا أن يكون فكرة ليست جديده على مستوى المنتديات ولاكن نادر ماتجدها في منتدى موضوع جميل حيث ساذكر فيه اسبوعيا من خلال قراءتي واقتباسي من مواقع المقلات عن فاتنة من فاتنات الدنيا الذين اثروا بالتاريخ واتمنى ان يلقي قبولا بقسم القصص والروايات لانه سيكون اطول قصه او سلسلة قصص واتمنى ان تستمتعو وتنزيلي للقصص على حسب قبولكم للموضوع واذا لم اجد قبول له سوف اتوقف عن تكملة الموضوع
فاتنات الدنيا أم أفاعي الزمان تسمية جذبت انتباهي حول تسمية كتاب للكاتب لأحمد الشنواني وكما يشير الناشر لأمر مهم ما الذي دعا هذا الكاتب ليخرج بكتاب عن النساء ليقول :
كيد النساء ....... أنا منه هارب
يتلفحوا بالحية ..... ويتعصبوا بالعقارب
• وذات مرة وعلى غفلة نابليون بونابرت الذي عشق زوجته جوزفين كثيراً رآها بحضن رجل آخر فماذا فعل بكى أمام ركبتيها وقال : أي سحر وأي جبروت هذا .........
•وكليوباترا عندما أيقنت مصيرها المحتوم أحضرت أجود أنواع الأفاعي السامة لتختار بنفسها أشدها سماً وتضعها أمام رقبتها لتهديها قبلة الموت .
•وهيلين التي من أجل جمالها الفاتن نشبت حرب طروادة التي استمرت 40 عاما......
هؤلاء نساء فاتنات وأفاعي قلبن صفحات التاريخ وغيرن خارطة الأزمان وتركن بصمة على التاريخ ومن هنا تبدأ قصة هؤلاء الفاتنات وسأذكر في هذه المساحة أبرز هؤلاء الفاتنات
الفاتنة تيودورا
امرأة وصفت بأنها أغرب شخصية بالتاريخ ارتقت على عرش القسطنطينية ، حيث ارتقت من كونها خادمة ومن ثم راقصة في سيرك ، حيث نشأت نشأة دنيئة ، حيث كانت وهي في عمر العاشرة ترافق أختها الكبرى إلى أماكن الدعارة ولكن فاتنتنا لم تكن تدخل هذه البيوت في هذا العمر فاكتفت بانتظار أختها أمام باب الدعارة وعندما بلغت سن الثالثة عشر شاركت أختها المهنة ذاتها بل تفوقت عليها في بيع جسدها فقد كان همها هو جمع المال ، و أرخصت جسدها للنبلاء والأمراء ، وبلغت وقاحتها أنها تعرض جسدها كسلعة في مزاد فإذا كان لديها عميل وعرض غيره مالاً أكثر طردت الأول ورحبت بالثاني .
استمرت حياة هذه الفتاة بالتجوال فشاء القدر أن تتعرف على بعض المسئولين على مسارح المدينة واستطاعت أن تحقق نجاحاً باهراً فكان لديها قدرة عجيبة في تغيير ملامح وجهها بمهارة تدعو للضحك وفي ذلك يذكر المؤرخ " بروكويباس " أنها في إحدى المآدب سامرت عشرة ضيوف وثلاثين عبداً حتى أوشك الفجر على الشروق وكان الجميع مرهق عكسها تماماً كانت بكامل نشاطها "
و كان الحظ دائماً لجانبها وذات مرة دعاها النبيل "هيكيبولس " بعد تعينه حاكماً على إقليم بنى غازي فاستدعاها ورقصت حتى الصباح وفرح النبيل بوجودها حتى أنه دعاها لقصره وهمست له بمكر وخبث: " سأذهب القصر بصفة زوجة لك ".
فأجابها : " كلا فالقانون هنا يمنع زواج الحاكم من راقصة "
فعرضت عليه أن تكون عشيقته ، فوافق ولكن ومع مرور الأيام تسرب الملل والضجر إليها فقد كانت أفريقيا موحشة في ذلك العصر وهي معتادة على حياة اللهو والرجال وكان النبيل كثير الانشغال بأمور الولاية وكانت وحيدة بالقصر ولم يكن هناك من يؤنسها سوى جاريتها، وفي إحدى المرات قامت برشوة الجارية على أن تحضر الرجال في غياب الحاكم فوافقت ، وفي إحدى الليالي رآها الحاكم على خيانتها ورمى بها بالصحراء وبقيت تمشي على أقدامها على تلك الأرض القاحلة إلى أن وصلت الإسكندرية ولم يسمح لها الحارس بدخول البوابة وسحرته بابتسامة خبيثة فدخلت الإسكندرية بائعة هوى كالسابق وفي إحدى المرات تم القبض عليها بسبب مشاجرة على الطريق العام وتم وسم ظهرها بقضيب من الحديد ظل منقوشاً ودليلاً على ماضيها الحقير .
وجرى الزمان وما تزال فتاة الهوى تجوب البلدان ما بين إنطاكية وبيروت وحمص وغيرها من البلدان لتمارس الرذيلة ولما نزلت مصر كانت مصر تعيش صراعاً دينياً بسبب الإمبراطور أوجستين الجالس على عرش بيزنطة ومصر آنذاك الذي أراد فك الصراع ما بين الكنسية الغربية و الشرقية بجعل الأخيرة تنقاد لروما لفك الخلافات فرفض رؤساء الكنيسة الشرقية فقام باضطهادهم ، هم وبعض الأثرياء والنبلاء الذي تمردوا عليه وفي هذه الأثناء اتصلت تيودورا بالبطريك تيموثاوس وقام بتغيير مجرى حياتها وتصليح سلوكها وكانت تدعوه " أبي الروحي "
ولكن لم تبقى هنا طويلاً فذهبت لإنطاكية وكان بها ملعب القسطنطينية وكما وجدت دور للتمثيل والفجور والفسق وهنا بدأت تنسى تيودورا ما تعلمته من الرهبان وعادت لسيرتها الأولى تزور أماكن المقامر وقراءة الكف ، وشاء القدر أن تلتقي بالغانية " ماسيدوينا "
التي تدّعي بقراءة الغيب وقرأت كف تيودورا وتنبأت بأنها سترتقي لمناصب المجد والشهرة .
وبدأت الأحلام تداعب فتاة الهوى ،وفي هذه الأثناء كانت صديقتها قارئة الكف على اتصال بالأمير جستنيان ابن أخ الإمبراطور أوجستين ودخلت صديقتها القصر كما يظن الكثيرين بمساعدتها .
وفي عام 522م تم اللقاء بين الأمير وبين تيودورا وكان وقتها بعمر الأربعين " وكان جميل الطلعة ذو بشرة زاهية وثياب فاخرة ، وكان متديناً ولهذا مال رجال الدين له وكان يختلط بالشعب فأحبه الجميع .
ومع مرور الأيام خفق قلبه للحسناء تيودورا واحتار الناس في ذلك فكيف يرتبط الأمير المثقف الجميل بتلك الممثلة حتى قالوا " إن الغانية عمدت للسحر والشعوذة للتسلط على قلبه "
فقد كانت تيودورا حسناء ، حادة الذكاء ، تأسر القلوب من الرجال .
ولم يعترض الأمير أوجستين على هذا الزواج لأن الإمبراطور نفسه من سلالة الجند لا النبلاء والملوك ولأنه كذلك تزوج جاريه مجهولة الأصل .
صورة لتيودورا تتوسط خدمها ..
ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهيه السفن فقد عارض هذا الزواج عشيقة سابقة للأمير ومن قبل كذلك الإمبراطورة أوفاميا.
ولكن القدر حل المشكلة بوفاة أوفاميا فتم الزواج ، وكانت تيودورا تتمتع بسلطة ونفوذ فاقت زوجها وفي عام 527م أصدر أوجستين مرسوماً يقتضي أن تكون تيودورا شريكة لزوجها بالعرش .
واستمر نفوذ تيودورا حتى باتوا يسمونها زوجة الإمبراطور بعد أن كان زوجها يدعى بزوج الإمبراطورة دليلاً على نفوذ شخصيتها عليه ، وعرفت شخصيتها بالقسوة والطغيان وأشهر ما ذكره التاريخ في ذلك: أنها علمت ذات مرة بأن الحاكم " فيناليان " يريد الاعتداء على إمبراطوريتها العظيمة فطلبت من زوجها أن يقوم بدعوته هو وحاشيته على مأدبة طعام كبيرة فأكرموهم أشد إكرام وترحاب وأقيمت الحفلات والمراقص وحفلاً تكريمي وذلك بإلقاء مائة سجين لخمسين أسداً جائعاً في الساحة .
وفي ليلة الوداع أمرت تيودورا الحاشية بالمتعة وانصرفت وهم يستمتعوا مع الراقصات ، وحين اخترقت خيوط الشمس القصر شهد التاريخ أبشع منظر فقد مزجت دماء الضيوف بالنبيذ والخمور بعد أن أمرت الراقصات أن يفقدوا أصحابهم عن الوعي ومن ثم تذبح صاحبها .
وبعد هذه الحادثة احتقرها الشعب وعاش شعبها في أردى أحواله فانتشرت البطالة والفجور وارتفعت أصوات الشعوب المعترضة أمام باب قصرها يرددون ( تسقط العاهرة تسقط السفاحة )
وفي هذه الأثناء كانت تيودورا ممدة على الفراش بعد أن أنهك السرطان قواها وأفاقت على صيحات الشعب أمام قصرها فخرجت بكبرياء وألبستها وصيفتها ثوبها الملكي وأطلت من خلال النافذة تقول للشعب " ما هي مطالبكم "
صورة لتيودورا
فاعتلت أصواتهم " الخبز لا شيء سوى الخبز "
وقالت لهم : ستشهدون حفلة لم تشهدها البلاد من قبل ، ففرح الشعب الساذج ولم يدركوا ما يخبأ لهم القدر من وراء هذه الحفلة وفي اليوم الموعود للحفلة بدأت المهرجانات والاستعراضات واستمر الحفل منذ الظهيرة حتى الصباح فأمرت الأميرة لشعبها بتوزيع طعام فاخر مزود بالنبيذ والخمور على حسابها الخاص وتعالت الأصوات " تحيا الإمبراطورة "
و بعد انتهاء هذا المشهد الجميل جاء قائد جيوش الأميرة وظن الجميع أن وجوده ربما لعمل استعراض في الحفل وانطلق صوت القائد " استعدوا اضربوا "وتطايرت السهام تخترق الحشود والجميع يصرخ ويفر للنجاة ولكنهم لم يستطيعوا الفرار حيث تم حصارهم وقتلوا بمذبحة بشعة راح ضحيتها 30000 رجل وجاء القائد يزف البشرى للأميرة بهذا النجاح فهزت رأسها وابتسمت .
ولكن القدر عبس في وجهها أخيراً فقد بقي المرض ينخر جسدها وذبل جمالها الأخاذ وتشوه جسدها الجميل الذي استغلته في الفساد و الطغيان وحاولت إبعاد المرض بمالها ولم تفلح ورحلت في عام 548 م تاركة وصيتها الأخيرة ( اغسلوا جسدي بحمام من زيت الورد وعطروه بأفوح العطور "
ولي عودة في ذكر فاتنة أخرى من فاتنات الدنيا