الثوره المصريه بين فك النجاح والمصير

مقال سياسي ..الثورة المصرية بين فكي النجاح والمصير المجهول
بقلم : وطني الأغر
كلية الحقوق - جامعة السلطان قابوس
***
لقد كان لهبوب الربيع العربي على الأرض العربية أثره البالغ في النفوس التي
كانت العروبة مصدرًا لها في إرثها وأطرادها، وفي كل سلوكياتها المتأتيةِ
من المصدر الديني الذي جمع هذا البلدان تحت سقف عربي واحد ..
فكم كانت النشوات عميمة ً في سريانها بمجرى العروق وهي تنشد طربا وفرحا
بقدوم هذا الربيع، وكم ثقلت طيّات الورق بأحبار المحللون والساسة حول مجئ ِ
هذا الربيع !!!


ومن ضمن ما اخترنهُ هذا الربيع من نسائم؛ نسيمُ الربيع المصري الذي انبثق
بمليونياتٍ أبهرت العالم عند هبوبه في الـ 5 من يناير من العام المنصرم !!

لكن، وحتى لا نطيل الحديث؛ يبقى في أذهاننا السؤال حول تحكيم هذا الربيع
المصري، وإعطاءه النتيجة التي يستحقها، سواء أكان بنجاح مكلل وباهر، أو
بفشل ذريع ٍ ومخز ٍ، بحيث لم يستطع هذا الربيع أن يبسط الأرض المصرية بخضرة
جماء كانت تطمح إليها هذه الأرض منذ عقود ظلت ركيكة وتائهة !!!


إن ما هو قائم اليوم في البلد المصرية ليثير الإستياء وتأفف النفس من مصطلح
" الثورة " . فبعد مضي أكثر من السنة أو على أقلها منذ تفجر ثورة يناير؛
لم يبقى ونيسٌ هادئ في يوم واحد !! فكلها مآسي تغصُ بالنفس يوما تلوَ الآخر
على الحد ِ الذي يوصلنا بالقول سئمنا ثورات وسئمنا قتل !!لا بارك الله في
ثورة أبادت أسرًا وشبانًا في مقتبل عمرِهم البهي !


الثورة ليست مصطلح يغير السلطة فقط، أو ذاك الكرسي ليقعُدَ فيه الآخر كحال
مرتادِيْ الحلاق؛ بل إن الثورة هي الروح المقدسة التي يبجلها الكُل
ويُحْنَى لها الرؤوس، نعم هي كذلك !

فإذا كان زمام الأمر بعد الثورة لا يستطيع تأمين كوخي الذي وددت دائما أن
يكون محفوفا بالأمن والرخاء؛ فأنا لا أريدكَ يا ربيع وبما اكتنفتُهُ من
ثورةٍ هي في الحقيقة مزورة !

الثورة تعني تقويم الأمل الذي ظلَّ مفقودا لرزمة زمنية خلتْ، فـَسَعَينَا
من أجل هذه الثورة على أمل العطاء الذي جُحفَ هذا الأخير منا ! هرولنا كما
يهرول العطشان بحثا عن المُزن ِ ليروي ظمأه الذي ظلَّ محروما عنه حتى كاد
عمره ليفنى لو رحمة المولى !



فثورة إخواننا بمصر الحبيبة، ما زالت قابعةً في مستنقع العهد السالف، الذي لا يزال يعيثُ فسادا وقتلاً وإزهاقا للحقوق والحريات !

فأي ثورة لم تستطع توفير العيش الكريم، ولا أقصد العيش الكريم بلقمة العيش؛
بل بكل ما تحمل هاتين الكلمتين من مغزى ودلالة، أمن وحرية وكرامة وفرد ذات
قيمة محميّة بنصوص القانون، وهلم جرا ...
في أي ثورة نبتغيها، أو نفتخر بها كعربٍ ونحن نرى في كل فائتةٍ تمرُ علينا
من إهدار ٍ للدم ِ والكرامة، فإزهاق روح ما يزيد على الـ 70 ضحية في يوم
وليلة ليس بالأمر ِ الهين ِ ولا بالمقام الذي كان يجب أن تكون عليه الأوضاع
حينها !! فإذا كان الحماة ُ الذين يجب أن تُعهد إليهم أمانة استتاب الأمن
عاجزون عن حمايتي أين ما تنفست رشفة هواءِ بلدي؛ فإلى أي حال آلت إليه زمام
بلدنا !! فهل سأفتخر بربيع بلدي في هذه الأحوال !! أم سأكتفي بالصمت
الرعين الذي ينهش أحشاء جوفي حسرةً وألمًا مليئـًا بالقهر الزامط ويصبح
حالنا كحال الحمار الذي يحمل أسفارًا أو كحال البغبغاء ِالتي تردد ما يقال
لها !!
فمصطلح " الثورة " هو الذي يجلب للبلد النماء الزاخر بكل طياته، ويرتقي
بالبلاد نحو أكثر مما توقعه أو أراد لذلك صنـّاعه .. فيستتب الأمن ويرتقي
مستوى المعيشة، وتصطلح ركائز البـنية التحتيةِ، ويُعمل بالقانون في دوائره
الضبطية والقضائية، ويشعر المواطن بقيمته في مجتمعه كنعصر فعّال وفرد يحظى
بحقوقه وبالحماية داخل بلده، وبالتوقير خارج مجتمعه .


وأخيرا نقول بأن نعمة العيش الكريم بكل طياتها هو ما تحققه الثورة لا الذي
تبديه وتكسره، وأنّ تقدم الأمم ينبني بسواعد كل أفراد المجتمع وبحماية
مقدرات هذا المجتمع، حتى يكون فتيًا لا تشوبه شائبة ولا تعصف به نازلة،
وبذلك نصل إلى الرقي الذي نطمح إليه بإذن المولى الجليل ..




تحياتي القلبية لكم
************************
انا من وين ماودك وامرني على كيفك ملكة المشاعر رينــــــــــــاد
@@@@@@@@@@

طــــــــــــــــــارق توان