الجزء الثاني من كحاكمة قلب

محاكمة قلب


هناك
وراء القضبان يقف المتهم البريء، يقف القلب في سجنه ينتظر الحكم الذي
سيحكم عليه به وفي أعلى المحكمة الجسم الإنساني يقف القاضي العقل، يبحث في
القضية ليصدر حكمه النهائي فيها، وفي الجانب يقف رئيس النيابة أستاذ كبد،
وفي القاعة يجلس الحضور والشهود كل في مكانه المحدد، وأمامهم الحاجب
بنكرياس.

القاضي عقل يسأل المتهم قلب: ما تهمتك؟؟! القلب: أني أحببت.


يصرخ رئيس النيابة : إذا يعترف، والاعتراف سيد الأدلة.


القلب:
وهل أصبح الحب جريمة؟! تتعالى ضحكات الجمهور سخرية بغباء القلب، فيقول
القاضي :بالطبع نعم. القلب:ومنذ متى؟؟؟؟؟! القاضي عقل: منذ انعدم الحب بين
البشر، رئيس النيابة: المتهم يتجاهل القوانين الجديدة لتبرير موقفه، وتبرئة
نفسه من التهمة . القاضي:ما ردك على قول رئيس النيابة؟


المتهم:
أنا لا أعرف أي قانون يقيدني ويمنعني من أن أحب، القاضي:ألا تعلم قانون
الحياة الجديد؟؟القلب: وعلى ماذا نبض،القاضي: أصدرت المحكمة العليا في
الجسم قرارها بتحريم الحب تحريما كليا،وذلك لأن الحب لم يعد له أي ضرورة في
الوجود، ولضرورة طغيان الكرة عليه، وليصبح الكره والحقد شعار حياتنا
الجديد والأبدي.


رئيس
النيابة: يبدو أنه ما زال مقيد بالعادات البشرية القديمة وكأنه لا يعلم أن
القلب المحب والطيب يقوم بالتأثير على جيرانه من أعضاء الجسم ويؤدي بجسم
صاحبه إلى الضياع والهلاك ، ويقف القلب صامتا حزينا ويبكي دما، رئيس
النيابة:أطالب المحكمة باستدعاء الشهود،فينادي الحاجب بنكرياس : الشاهد
الأول آنسة معدة، تقف المعدة أمام القاضي ، فيسألها ماذا تعرفين عن
القضية؟؛ المعدة: أعرف أني ظلمت ، وأن الطعام قل ،ولم يعد كافيا بعد ما أحب
هذا الوغد.


القاضي: إذا تضررت من فعلته. المعدة : أشد الضرر، وأطالب المحكمة بإيقاع أشد العقوبة به، حتى لا يعود لفعلته الشنيعة هذه .


القاضي: ما تعليقك أيها القلب على شهادتك؟ يقف القلب صامتا؛وكأن الصدمات تنهال عليه شيئا فشيئا، فلا يستطيع الإجابة.



يقول القاضي للآنسة معدة: شكرا لكي، استدع الشاهد الثاني.


الحاجب بنكرياس: الشاهد الثاني،الأوعية الدموية المحترمة،وأبنائها كريات الدم الحمراء والبيضاء.ما شهادتكم؟


الأوعية
الدموية: منذ أن أحب هذا اللعين ونحن نتعرض بين الحين والآخر إلى ضغوط
كبيرة،تجبر أطفالي كريات الدم الحمراء والبيضاء بالإسراع والركض، نتيجة
لسرعة نبضات القلب،مما أدى إلى إجهادهم.


القاضي:
أتحبين أن تضيفين شيئا آخر؟ الأوعية الدموية: لا، ولكن أتمنى أن يقلع عن
هذا العمل الجنوني. القاضي: شكرا لحضوركم، استدع الشاهد الآخر.
ويستدعيه الحاجب بنكرياس: الشاهد الثالث، السادة مراكز الحواس في الدماغ، ويدخلون إلى المحكمة فيسألهم القاضي عقل: ما إفادتكم؟
مراكز
الحواس في الدماغ: بعد ما فعل المتهم جريمته، شغل جميع مراكزنا بالتفكير
في من يحب، ومنعنا من التفكير في أي شيء آخر. القاضي: لم أفهم؟
فيقول
مركز البصر: أنا لم يعد يريني إلا من يحب، والسمع: لم يعد يسمعني إلا صوت
من يحب، والأحلام:ولم يسمح لي أن أعرض في أحلامي سوى صورة حبيبته.
القاضي: هل عندك أي دفاع أيها القلب؟ ولا يزال المتهم يلتزم الصمت
فيقول رئيس النيابة: أعتقد أن الشهود كافيين لإثبات التهمة، بالإضافة إلى اعترافه بجريمته، والنيابة
تطالب المحكمة بإيقاع العقوبة رقم 20 من قانون الحب ، القاضي: أتود أن تقول شيئا أيها القلب؟ القلب:لا.
القاضي: الحكم بعد المداولة.

وبعد 10 دقائق يخرج القاضي عقل ويقول: حكمت المحكمة بشنق جميع المشاعر
الجميلة الموجودة وأهمها الحب، وحبس جميع الأحاسيس البشرية الخيرية،
ومراقبة حركاته ومنعه من الإقبال على أي فعل خيري إلى أن يتحول إلى قلب
حقود شرير وذلك ليتماشى مع البيئة الإنسانية الجديدة، ليكون عبرة لمن يعتبر
، وكي يفكر، كل قلب ألف مره قبل أن يرتكب أبشع الجرائم ألا وهو الحب،
ترفع الأصوات في المحكمة وتقول :يحيا العدل، يحيا العدل. وترفع المحكمة.
وهكذا دوما أصبح العدل باطلا، والباطل عدلا، فوا أسفي على الحب الذي مات بين البشر.


أنتظر ردودكم وأرائكم...
هل حقاً ضاع الحب من بيننا...
أم أنها مجرد قصة؟؟؟؟؟؟




من يستطيع العيش بدون قلب..بدون حب وخير
بدون أحاسيس الرحمة والعطف والخير....
.

_______________________________________________

:ضصثق: :ضصثق: