القيام بخطوات تحمل الكثير من المخاطرة والمغامرة أمر صعب للغاية، لأنك لا
تعلمين ماذا ستكون نتيجة الفعل الذي ستقدمين عليه، وهو الأمر الذي يثير في نفوسنا
جميعا الخوف، ويجعل الكثيرين منا يحجمون في معظم الأحيان عن اتخاذ أية خطوات غير
مضمونة العواقب، حتى ولو كانت نسبة تحقيق مكاسب كبيرة من ورائها قائمة في حالة نجاح
المخاطرة.
لكن حتى إذا كنت من الفريق الذي يخشى المخاطرات، ولا يحبذ القيام بها، عليك أن
تعيدي التفكير مرة أخرى، لأن هناك في الحياة مخاطرات تستحق بالفعل القيام بها،
لأنها قد تشكل فرصة لا تعوض في حالة نجاحها، ومنها:
التخلص من النظارة الطبية أو الخضوع لجراحة تجميلية
وأنت على أعتاب عالم الأنوثة، قد ترين أن ضعف بصرك الشديد ونظارتك سميكة
العدسات، أو وزنك الزائد أو حتى وجود علامة كبيرة على وجهك "وحمة" أمر يهدد جمالك
وجاذبيتك، وقد يضعف من ثقتك بنفسك بشكل كبير، خاصة عند الالتحاق بالجامعة والتواجد
وسط فتيات يتميزن بالجمال والرشاقة.
إذا كنت تخافين بشدة من الخضوع للعمليات الجراحية، فقد ترين في الأمر مخاطرة
كبيرة أن تجرى لك جراحة لتصحيح البصر باستخدام الليزر أو لإزالة علامة كبيرة على
وجهك تفسد جمالك، أو لشفط الدهون ومساعدتك على الحصول على الرشاقة بشكل سريع.
لكن المخاطرة في هذه المواقف تستحق. فقط عليك إقناع والديك بالأمر والحصول على
دعمهما ومساعدتهما للبحث عن مستشفى وطبيب مشهود لهما بالنجاح والكفاءة لتجنب حدوث
أية أخطاء نتيجة الإهمال أو قلة خبرة الطبيب.
اتخاذ قرار بالتخلي تماما عن الدروس الخصوصية
هل كنت تحصلين خلال السنوات الماضية على الكثير من الدروس الخصوصية في جميع
المواد الدراسية تقريبا بضغط من والديك لضمان تفوقك، لكنك ترين أن هذه الدروس
مضارها أكثر من فوائدها بالنسبة لك؟ هل تعتقدين أنها مضيعة لوقتك وأموال والديك
وترين في نفسك القدرة على الاستغناء عنها تماما؟
في هذه الحالة عليك المخاطرة بإعلان قرارك هذا لوالديك والاعتماد على نفسك تماما
في المذاكرة والمراجعة، مع التركيزالكامل خلال شرح الدروس بالمدرسة، والاستعانة بكل
الكتب الخارجية التي قد تساعدك في الاستيعاب.
وعندما تحققين النجاح والتفوق في نهاية العام بإذن الله، ستشعرين بطعم آخر جديد
تماما لما حققته هذه المرة، لأنه تم بتوفيق من الله عز وجل أولا، ثم بمجهودك وذكائك
وحده ثانيا. وسيكون والداك فخورين للغاية بك، وقد يصل بهما الأمر إلى منحك جزءا من
الميزانية الضخمة التي كانا يدفعانها مقابل الدروس الخصوصية التي كنت تحصلين
عليها.
ممارسة إحدى الرياضات الخطرة
قد يحذرك الكثيرون من خطورة ممارسة رياضة تسلق الجبال أو الغطس أو القفز
بالمظلات، وغيرها من الرياضات التي إذا حدث أي خطأ خلال ممارستها تتعرض حياة
الإنسان للخطر أو قد يصاب بإصابات بالغة. لكن إذا سألت أيا من الأشخاص الذين يعشقون
واحدة من هذه الرياضات ويواظبون على ممارستها، سيخبرك أنه يشعر عند خوض مثل هذه
التجربة بسعادة غامرة وثقة كبيرة بالنفس وصفاء ذهني وروحي كبير جدا، بالإضافة إلى
إحساس لا يضاهى بالانطلاق والحرية والتميز عن الآخرين. إذن فهي مخاطرة تستحق القيام
بها ولو مرة كل حين، مع الخضوع للتدريبات اللازمة بالطبع، واتباع كل تدابير الأمان
التي تضمن سلامتك وحياتك.
الجمع بين العمل والدراسة
هل ترين أن الحياة قصيرة، وأننا الآن في عصر السرعة، وأمامك فرصة رائعة للتدرب
والعمل في المجال الذي تعشقينه وترغبين في التخصص به فيما بعد، لكنك لم تنته من
دراستك الجامعية حتى الآن؟
عليك في هذه الحالة دراسة قدراتك الذهنية والجسدية جيدا، ومناقشة والديك في
الأمر واستشارتهما قبل أن تقرري القيام بمخاطرة الجمع بين العمل والدراسة. فهذا
الأمر في حالة نجاحك في التوفيق بين الجانبين سيكون مفيدا لك للغاية بعد التخرج،
لكن إذا فشلت سيكلفك ذلك الكثير.