إنضاج الجلود :..
إن نار الجبار سبحانه وتعالى تحرق جلود أهل النار ، والجلد موضع الإحساس
بألم الاحتراق ، ولذلك فإن الله يبدل لهم جلودا أخرى غير تلك التي احترقت ،
لتحترق من جديد ، وهكذا دواليك ، ( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما )ا
الصهر :..
من ألوان العذاب صب الحميم فوق رؤوسهم ، والحميم هو ذلك الماء الذي انتهى حره، فلشدة حره تذوب أمعاؤهم وما حوته بطونهم ( فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم ، يصهر به ما في بطونهم والجلود )ا
اللفح :..
أكرم ما في الإنسان وجهه ، ولذلك نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن ضرب
الوجه ، ومن إهانة الله لأهل النار ، أنهم يحشرون يوم القيامة على وجوههم
عميا وبكما وصما ( ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ) ، ويلقون في النار على وجوههم ( ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون )، ثم إن النار تلفح وجوههم وتغشاها أبدا لا يجدون حائلا يحول بينهم وبينها ( لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون )، وقال ( تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ) ، وقال ( سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ) ، وقال ( افمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة )، وقال ( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا ) ، أرأيت كيف يقلب اللحم على النار ، والسمك في المقلى ، كذلك تقلب وجوههم في النار ، نعوذ بالله من عذاب أهل النار
السحب :..
ومن أنواع العذاب الأليم سحب الكفار على وجوههم في النار ( إن المجرمين في ضلال وسعر ، يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر )، ويزيد من آلامهم حال سحبهم في النار أنهم مقيدون بالقيود والأغلال والسلاسل ( فسوف يعلمون ، إذا الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون، في الحميم ثم في النار يسجرون ) ، قال قتادة : يسحبون مرة في النار ومرة في الحميم
تسويد الوجوه :..
يسود الله في الدار الآخرة وجوه أهل النار (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ) ، وهو سواد شديد ، كأنما حلت ظلمة الليل في وجوههم ( والذين
كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة مالهم من الله من عاصم كأنما
أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )ا
إحاطة النار بالكفار :..
أهل النار هم الكفار الذين أحاطت بهم ذنوبهم ومعاصيهم فلم تبق لهم حسنة ،
كما قال تعلى في الرد على اليهود الذين قالوا : لن تمسنا النار إلا أياما
معدودة ( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )،
ولا يكون المرء كذلك إلا إذا كان كافرا مشركا، يقول صديق خان : ( المراد
بالسيئة هنا الجنس ، ولا بد أن يكون سببها محيطا به من جميع جوانبه ، فلا
تبقي له حسنة ، وسدت عليه مسالك النجاة ، والخلود في النار هو للكفار
المشركين ، فيتعين تفسير السيئة والخطيئة في هذه الآية بالكفر والشرك ،
وبهذا يبطل تشبث المعتزلة والخوارج لما ثبت في السنة متواترا من خروج عصاة
الموحدين من النار )ا
ولما كانت الخطايا والذنوب تحيط بالكافر من كل جهه ، كما قال تعالى : ( لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش )
، والمهاد ما يكون من تحتهم ، والغواش جمع غاشية ، وهي التي تغشاهم من
فوقهم ، والمراد أن النيران تحيط بهم من فوقهم ومن تحتهم ، كما قال تعالى (
يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ) وقال في موضع آخر ( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ) ، وقد صرح بالإحاطة في موضع آخر ( وإن جهنم لمحيطة بالكافرين )