هل يمكن للقلب أن يفكر ويعقل؟ وهل وجد العلماء حقائق حول هذا الموضوع أم مجرد نظريات؟ وماذا يقول القرآن؟....
طرح
أحد الإخوة سؤالاً عن بحث أسرار القلب والذي أكّدنا فيه الدور المهم للقلب
في التفكير والإدراك والإيمان والكفر. ويقول الأخ السائل: إن كثيراً من
أطباء القلب المتخصصين في زراعة القلب لا يعترفون بمثل هذه الأبحاث، ولا
يزالون يعتبرون القلب مجرد مضخة للدم، فما حقيقة الأمر؟ والجواب على قسمين
شرعياً وعلمياً.
فمن الناحية الشرعية نقول:
إننا
كمسلمين نعتبر أن القرآن هو الأساس الذي نبني إيماننا عليه، فكل ما جاء في
كتاب الله تعالى هو الحق، سواء أثبته العلم أم لا، وبما أن الله تعالى
يقول: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا) [الحج: 46]. فهذه الآية تدل على أن للقلب دوراً في العقل، ولكي يزول الشك حول مكان القلب فقد قال الله في تتمة الآية: (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46]. وهذا يدل على أن القلب هو الذي يهتدي وهو الذي يعمى، وأن مكان القلب في الصدر وليس في الدماغ كما يقول البعض.
أما من الناحية العلمية:
فقد
أثبتت عدة دراسات دور القلب في التفكير والإدراك، وليس هناك دراسة واحدة
تثبت أن القلب ليس له علاقة بالتفكير واتخاذ القرار. ومع أن العلماء وجدوا
أن الدماغ ينشط أثناء التفكير واتخاذ القرار ولكن هذا لا يمنع أن يكون
للقلب دور في توجيه الدماغ!
فطيلة
القرن الماضي درس العلماء الدماغ وحدّدوا المناطق المسؤولة عن الإبصار
والسمع واتخاذ القرار والإبداع... وتبين أن كل منطقة من الدماغ تقوم بمهمة
محددة... ولذلك فقد اعتبروا أن الدماغ هو الأساس وأنه هو المسؤول عن
التفكير والعقل دون سائر الأعضاء، ولكن هل يعني ذلك أن القلب ليس له دور في
ذلك؟
إن
العلم يتطور باستمرار وبما أن العلماء لم يكتشفوا كل أسرار القلب، فنحن
كمسلمين نتبنى الأبحاث التي تؤكد دور القلب في الإيمان والكفر والتفكير
والحب... وقد بدأ بالفعل معهد رياضيات القلب في الولايات المتحدة الأمريكية
قبل سنوات قليلة بدراسة هذا الموضوع بهدف إثبات دور القلب في التفكير
والإدراك.