كم يسعى الإنسان ويشقى في هذه الحياة الدنيا ليبني له بيتاً فيها ، فيخسر من ماله وجهده وفكره ووقته ما لا يخطر على بال .
ثم
هذه البيت معرض للبِلى والزوال ، والحرق والهدم ، والتشقق والتصدع ، وان
سلم البيت من ذلك كله فلن يسلم صاحبه من الموت ، فكلٌ مسافر مع قافلة
الراحلين كما قال الله عز وجل ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في
بروج مشيدة ) .
ويكون هذا الشخص قد تحمل الهموم والغموم والأرق والقلق ،
ولربما سكب ماء وجهه ، طلباً القرض والدين ، وسائلاً الإمهال والتأجيل ،
وفي النهاية هو يعلم أن هذا كله عرضٌ زائل ومتاعٌ حقير .
ولذالك المؤمن تسموا نفسه ويتشوق ليبني له بيت وقصر في الجنة .
وبيوت
وقصور الجنة ليس كبيوتنا وقصورنا جاء في وصف بيوت الجنة كما في جاء في
الحديث يقول صلى الله عليه وسلم : ( الجنة بناؤها لبنة من فضة و لبنة من
ذهب و ملاطها المسك الأذفر و حصباؤها اللؤلؤ و الياقوت و تربتها الزعفران
من يدخلها ينعم لا يبأس و يخلد لا يموت لا تبلى ثيابهم و لا يفنى شبابهم) (
حم ت ) عن أبي هريرة رضي الله عنه . قال الألباني : (صحيح) انظر حديث
رقم: 3116 في صحيح الجامع.
وهناك أيها الأحبة أعمال رتب عليها النبي صلى الله عليه وسلم أن من عملها فان الله يبني له بيت في الجنة من هذه الأعمال
المواظبة على السنن الرواتب
عن أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال (من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني
له بيت في الجنة ) أخرجه مسلم.
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم (من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في
الجنة أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد
العشاء وركعتين قبل الفجر ) رواه ابن ماجه قال الألباني ( صحيح ) .صحيح
ابن ماجة وصحيح سنن الترمذي.
قال الشيخ الألباني [وهو يفيد فضل المواظبة على السنن الرواتب] .