زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من زينب بنت خزيمة
رمضان سنة 4 هـ- 625 م
تزوج النبيُ ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه المرأة الصالحة وهي في سن الستين[1]، بينما كان هو في الخامسة والخمسين !
فهذه لطمةٌ على أقفيةِ الذين يخوضون في عرض النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويقولون شهواني؛ وكأنما يريدون نبينًا عنينًا !
***
هي زينب بنت خزيمة الهلالية، وهي قرشية، من بني عبد مناف، وهي أخت ميمونة لأمها.
كانت زينب ـ رضي الله عنها ـ تحت عبد الله بن جحش ـ رضي الله عنه ـ، فاستشهد في أحد، فتزوجها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تكريمًا لها وجبرًا لخاطرها . وقيل : إنها تزوجت من عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف، وكانت قبل عبيدة عند جهم بن عمرو بن الحارث ، وهو ابن عمها[2].
***
تقدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لخطبتها، فزوجه إياها قبيصةُ بن عمرو الهلالي ، وأصدقها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أربع مائة درهم ..
***
حب المساكين :
وكانت ـ رضي الله عنها ـ تُدعى في الجاهلية أم المساكين، لكثرة إنفاقها على المساكين، وشدةِ حبهم لها .
وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : " أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بِي؛ أَطْوَلُكُنَّ يَدًا "، قَالَتْ : فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا، قَالَتْ : فَكَانَتْ أَطْوَلَنَا يَدًا؛ زَيْنَبُ لِأَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدِهَا، وَتَصَدَّقُ[3] . أي كَانَتْ تَعْمَلُ وَتَتَصَدَّقُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وهذا ينطبق أيضًا على زينب بنت جحش، فهي أول من ماتت بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت تنفق وتتصدق كثيرًا .
ماتت ـ رضي الله عنها ـ بعد زواجها من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بنحو ثلاثة أشهر في ربيع الآخر سنة 4هـ ، فكانت أول نسائه موتاً، ولم يصب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ منها ولداً.
وصلى عليها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ودفنت بالبقيع[4] .
***
هذا، ولم تذكر المصادر التي ترجمت لهذه المرأة العظيمة شيئًا كثيرًا، سوى ما عُرف عنها في الجاهلية والإسلام من حبها للمساكين، وإنفاقها عليهم، وهذا لعمرو الله خيرُ ما يُؤثر عن الإنسان، فالصدقة الخالصة المتجردة لها حُسن الذكر في الدنيا وعظيم الزخر في الآخرة.
***
توصية عملية :
ـ مشروع سيدة البر .
يا حبذا صناعة مثل هذه الرموز الخيرية في كل مكان، فنحن نريد رجل البر، ونريد ـ كذلك ـ الأخت المسلمة ـ الرمز النسائي الخيري ـ التي تصل أياديها البيضاء على القاعد والقائم .
{إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ }الحديد18