السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل منا يقٌرأالقرآن الكريم ولكن قبل القراءة نستعيذ من الشيطان الرجيم
هل تفكرت/ي في السبب أو المغزى أو الهدف من الإستعاذة قبل التلاوة
أم هو أمر نـنفذه فقط ؟.
إليكم هذه الفوائد :::
قال تعالى ( {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}
أمر الله سبحانه تعالى باالإستعاذة به من الشيطان عند قراءة القرآن
وفي ذلك وجوه :
* أن القرآن شفاء لما في الصدور ، يذهب لما
يلقيه الشيطان فيها من الوساوس والشهوات والإرادات الفاسدة ،
فهو دواء لما أمره فيها
الشيطان ، فأمر أن يطرد مادة الداء ويخلي منه القلب ليصادف الدواء
محلاً خالياً ، فيتمكن منه ويؤثر فيه .
* أن القرآن مادة الهدى و العلم و الخير في
القلب ، كما أن الماء مادة النبات ، والشيطان نار يحرق النبات أولاً فأولاً ،
فكلما أحس بنبات
الخير من القلب سعى في إفساده وإحراقه .
* أن الملائكة تدنو من قاريء القرآن وتستمع
لقراءته .كما في حديث أسيد بن حضير لما كان يقرأ ورأى مثل
الظلة فيها مثل المصابيح ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( تلك الملائكة )
رواه مسلم .
والشيطان ضد الملك وعدوه .
* أن الشيطان يجلب على القاريء بخيله ورجله ، حتى يشغله عن المقصود بالقرآن ،
وهو تدبره وتفهمه .
* أن القاريء يناجي الله تعالى بكلامه ، والله تعالى أشد أُذناً للقاريء الحسن الصوت بالقرآن
من صاحب القينة إلى قينته،
أما الشيطان قراءته الغناء ، فأُ مر القاريء أن يطرده باالإستعاذة عند مناجاة
الله تعالى واستماع الرب قراءته .
* أن الله سبحانه أخبر أنه ما أرسل من رسول
ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ، والسلف كلهم على أن المعنى :
إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته .
* أن الشيطان أحرص ما يكون على الإنسان
عندما يهم بالخير أو يدخل فيه . فهو يشتد حينئذ ليقطعه عنه
.
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم إن شيطاناً تفلت ليَّ البارحة ،
فأرد أن يقطع عليَّ صلاتي )متفق عليه .
كلما كان الفعل أنفع للعبد وأ حب إلى الله تعالى كان اعتراض الشيطان له أكثر .
* أن الإستعاذة قبل القراءة عنوان وإعلام بأن
المأتي به بعدها القرآن ، ولهذا لم تشرع الإستعاذة لكلام غيره
،
بل الإستعاذة مقدمة تنبيه للسامع أن الذي يأتي بعدها تلاوة فيتم
الإستعداد لاستماع كلام الله تعالى .
" من كتاب مجموع القيم من كلام ابن القيم في الدعوة والتربية
وأعمال القلوب "