الكتاب والفلاشة
قطعة صغيرة فى حجم الإصبع أو أقل وعلى الرغم من ذلك فإن حجمها لا يتناسب مع حجحم ما تختزنه بداخلها ( ملايين بل مليارات ) وهى ذات فائدة عظيمة إذا استخدمت إستخداما جيدا ؛ فتصبح بذلك لك لاعليك ، فإذا ما استخدمت فى الشر فهى وبالا على صاحبها طبعا كل من يستخدم الشبكة العنكبوتية والكمبيوتر يعرفها إنها الفلاشة .
هكذا حالك فى الدنيا حيث تمثل هذه الفلاشة حياتك حتى مماتك ـ عمرك ـ وهو سعة الفلاشة كل شئ يسجل عليها سواء ما عملت من خير أو سوء فكل نفس بما كسبت رهينة .فهذه الفلاشة هى كتاب كل إنسان الذى تحصى فيه أعماله وأفعاله وجميع حركاته وسكناته تسجل عليه أولا بأول يقول تعالى : " إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين والشمال قعيد ، مايلفظ لديه من قول إلا لديه رقيب عتيد " سورة ق آية " 17 ، 18 " .
لاشئ للصدفة وإنما هذا الكتاب الذى ستلقاه منشورا وينادى عليك يوم الدين إقرأ كتابك ؛ فهو لايترك صغيرة ولا كبيرة إلا وسجلت فيه ، يقول الحق تبارك وتعالى : " ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لايُغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولايظلم ربك أحدا " الكهف آية " 49 ".
هذا لاينفع فيه مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، هذا يوم القيامة نسأل الله الثبات ، فأمامن أوتى كتابه بيمينه فقد فاز فوزا عظيما ، يقول تعالى : " وأما من أوتى كتابه بيمينه ، فسوف يُحاسب حسابا يسيرا ، وينقلب إلى أهله مسرورا . الإنشقاق " 7، 8 ، 9 " .
وأما من أوتى كتابه بشماله أووراء ظهره فقد خسر خسرانا مبينا يقول تعالى : " وأما من أوتى كتابه بشماله فيقول ياليتنى لم أوت كتابيه ، ولم أدر ما حسابيه ، ياليتها كانت القاضية ، ماأغنى عنى ماليه ، هلك عنى سلطانيه ، خذوه فغلوه ، ثم الجحيم صلوه " الحاقة 25 ، 26 ، 27 ، 28 ، 29 ، 30 ، 31 " .
وحذار ياأخى من المال والسلطان فهما أساس كل الشرور إذا إجتمعا فى إنسان لايرعى حقوق الله والناس بغى وطغى وتكبر ، فهذا فرعون بماله من جاه وسلطان يقول لقومه : أناربكم الأعلى فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر .
اللهم اهدنا سبل الخير والرشاد حتى نقرأ كتبنا ونرجع إلى أهلنا مسرورين .
اللهم نسألك العفو والعافية فى الدنيا والآخرة .