قال تعالى (( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ))صدق الله العظيم ...
ثقافتنا في السعادة الزوجية ....اين هي ؟؟ وما مدى اكتسابنا لها ...
اذا أراد الإنسان تحقيق احتياج معين من احتياجاته الاساسيه في الحياة فانه يعمل جاهداَ ويخطط لهدفه لفتره معينه قد تمتد لاشهر وقد يكون حلم لسنوات وهذا الدافع والتخطيط هو المحرك الاساسي من بعض المكتسبات للنجاح في الحصول على الاحتياج واستمرارية الرغبه والبقاء ببقاء الرغبه والاحتياج اما إذا اراد الإنسان أن يتزوج فما يفكر الا في المال ويكفي عليه رصيد معين وبعد ذلك يأتي قرار الزواج هذا هو واقع الاغلبية من المتقدمين للزواج وهذه السهوله في النظر للحياة الزوجية والبعد عن التخطيط وعدم استشعار اهمية الحياة الزوجيه وماهيتها ومسؤولياتها وارتباطاتها الاجتماعية هي المشكلات التي يقع فيها الكثير من المتزوجين ...ولكن ثقافتنا في السعادة الزوجية قد تكون على شكل ماهي وليس على ما يجب ان يكون كيف ...
فعصرنا الذي نعيشه عصر متغيرات متلاحقة وضغوط اجتماعية ونفسيه وعاطفية ومادية عنيفة وسريعه حيث اصبحت هذه التغيرات والضغوط مظهر عادي وطبيعي نلاحظه من ضمن مظاهر الحياة الانسانية لايمكن تنعزل عنها او تتجنبها وكل كائن اجتماعي معرض لهذه الضغوط والمشاكل والحالات والظروف النفسيه السيئه فكيف عندما ننظر للاسره والضغوط الداخليه والخارجيه عليها وماينتج من تفكك او طلاق او صراع جميعها يؤثر على حياتنا العامه وصحتنا وعلاقاتنا وتواصلنا ..والحياة الزوجية في المجتمعات الحضريه والصناعية تمر بمتغيرات ومشكلات عديده وضغوط تنتج من اسباب كثيره جداً هي افراز طبيعي للثوره التكنولوجيه والصناعية المادية والتنافس الشديد والصراع ومحدودية الموارد والانفجار السكاني والاستهلاك المتزايد وارتفاع مستويات المعيشه وتكلفتها وكثرة الازمات الاقتصادية والاجتماعية حتى أصبحت في القمة من الواقع في قرننا العشرين الحالي ...
وقد تعددت مجموعة من العوامل الظاهرة الخارجية والداخلية التي تعقد من حلول المشاكل وتجعل الافراد عاجزين عن حل مشكلاتهم نتيجة تراكم الضغوط وعجزهم وافتقادهم لمهارات مواجهة المشاكل وهي من وجهة نظر خاصة ليست مرتبطة او ناتجة ومتعلقة بأساسيات الحياة واحتياجاتها بقدر ماهي متعلقة ربما الى النجاح الاجتماعي وتحقيق المكانه والمجاراه للتقليد الاعمى والتنافس المدقع وارتفاع منسوب الاستهلاك اليومي للغذاء .
نجد كذلك من الاهمية بمكان أن نذكر عامل الاعلام ووسائله المتعدده في كل مكان وفي كل وقت هي مسبب للضغط النفسي والاجتماعي وكثرة المشاكل التراكمية حيث يجعل الافراد عاجزين بل يصلون الى حد التبلد والفتور .