كثيرًا منا لا يعرف من هي باحثة البادية
لذلك أردت أن أعرفكم بها لنقدر معًا هذه المرأة-رحمها الله
هذه المرأة التي كانت أول داعية لحقوق المرأة
وأول من دعت لتعليم الفتيات
فهي المثال للفتاة المجتهدة في دراستها
والمثال للمعلمة الممتازة
والمثال للزوجة الوفية
والمثال للباحثة المخلصة
إنها
.
.
.
ملك حفنـــــي ناصـــف باحثة البادية
حياتها ونشأتها : ولدت ملك حفني ناصف في القاهرة يوم الاثنين في 25 سنة 1886 .
وتلقت مبادئ العلوم في مدارس أولية مختلفة، والتحقت
بالمدرسة السنية رغبة من والدها الذي أراد أن يخرج عن عادة الوجهاء في ذلك
العصر, وبهذا شجع والد ملك زملاءه على الاقتداء به بإلحاق بناتهم إلى
التعليم.
وقد سميت ملك بـ( باحثة البادية ) لأنها كانت توقع مقالاتها في
الصحف بهذا الاسم.
وكانت ملك أول
فتاة مصرية نالت هذه الشهادة، ثم انتقلت إلى القسم العالي بالمدرسة نفسها،
فتفوقت على أقرانها فما كان من وزارة التعليم إلا أن عينتها معلمة ممتازة.
وحصلت على شهادتها العالية ثم اشتغلت بالتعليم في مدارس البنات الأميرية.
.وكانت الباحثة تطوف منازل صاحباتها ومعارفها؛
لتقنعهم بإرسال بناتهن إلى المدارس، وكانت خير مثال لقريناتها حيث كانت
تتحلى بأخلاق سامية، وسريرة صافية، ونفس أبية، ومثابرة على العمل.
وفي سنة
1907م تزوجت بعبد الستار الباسل، وتركت التعليم بالمدارس واشتغلت بالتعليم
العملي، في بيت زوجها، فكانت تباشر أكثر أعمال بيتها بنفسها، وكانت إذا
فرغت من شؤون منزلها عكفت على قراءة الكتب، وأيضا كانت مهتمة على تعرف
أحوال السيدات وزيارة مدارس البنات وفحص مناهج التعليم. ولكن زواج ملك لم
يكن ناجحا، فعانت منه أشد المعاناة، وراحت تعالج بقلمها آلامها وآلام
المرأة الشرقية في أبحاث ومقالات نشرتها في الصحف، وراحت، منذ عينت مدرسة،
تدعو إلى تعليم البنات، وتهيب بالآباء أن يرأفوا ببناتهم ويخرجوهن من ظلمة
الجهل، وظلمة الكبت، وأيضا كان من رأيها في تربية المرأة أن تباشر من أعمال
الرجل ما لا ينافي الإسلام، وألا تكون زينتها مشغلة لها ولا عبئا ثقيلا
ينوء به عملها. وكانت ملك ناصف أول امرأة مصرية مسلمة جاهرت بالدعوة العامة
إلى تحرير المرأة، وظلت كذلك حتى وفاتها.وكان بيتها ناديا يقصده كثير من
السيدات الغربيات والشرقيات، وجمعت ملك بين العقليتين العربية والإفرنجية.
وكانت تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية وتعرف شيئا من اللغات الأخرى،
وهذا ما ساعدها في عملها.
أدبها :لملك حفني ناصف مقالات نشرتها في(
الجريدة) ثم جمعتها في كتاب أسمته ( النسائيات) وكانت خطيبة تخطب في السيدات.
أهم أعمالها :
أسست اتحاد
النساء التهذيبي،
وجمعت كثيرا
من التبرعات لمنكوبي طرابلس،
وأسست مدرسة في بيتها لتعليم التمريض بمناسبة
الحرب العالمية الأولى،
وقد حاكت بيدها 100 بدلة كاملة للهلال الأحمر
المصري. .
ولم يكن شيء من ذلك كله ينسيها ما يجب عليها لذوي رحمها، ومن يقع
تحت ظهرها ممن أجهدهم الفقر وأعوزتهم الحاجة
وأشد ما كان برها لوالدها
فكانت تألم أشد الألم لألمه.
أما في الخارج فكان لها صاحبات ومكاتباتها
كثيرات منهن، ولها كثير من الرسائل التي لم تنشر.
وقامت ملك بإهداء كتابها (
المرأة المصرية ) للأمريكية اليزابيث كوبر التي مدحتها. وقد اشتغلت
بالسياسة ونشرت مقالا حماسيا في جريدة الشعب. وكانت باحثة البادية متدينة
ورعة، إذ كانت ترتب كثيرا من الإعانات للفقيرات وتعنى بإرشادهن إلى النظافة
والتعليم
آثارها العلمية والأدبية
النسائيات : مجموع ما خطبته وكتبته في الجريدة خاصا بالمرأة.
حقوق النساء : لم
يطبع بعد أن أنجزت منه ثلاث مقالات.
وكانت تحارب
العادات السيئة، ولا تتنكر للتقاليد النافعة، وتتمسك بتعاليم الشريعة
الإسلامية في إخلاص، كما تتمسك بشرف العروبة ومصر في غير مهادنة ولا
اضطراب.
شعرها :قالت الشعر وهي في الحادية عشرة من عمرها،
فمن شعرها قالت تخاطب المرأة المصرية:
سيري كسير السحب لا تأني
ولا تتعجلـــــــــــي
لا تكنسي أرض الـشوا رع بالإزار الــــــــــمبسل
أما
السفور فحكمه فـــي في الشرع ليس بمــعضل
ذهب الأمة فيـــــــــــــه بين
محرم ومحـــــــلل
ويجوز بالإجماع منهــم عند قصد تــــــــــــــــأهل
ليس
النقاب هو الحجـــا ب فقصري أو طولـــــــي
فإذا جهلت الفرق بينهما فدونك
فاسألـــــــــــــــــــي
من بعد أقوال الأئمــــــة لا مجال
لمقولـــــــــــــــي
لا أبتغي غير الفضيــــلة للنساء
فأجملــــــــــــــــــي
ولها آراء في :
•الزواج, الحجاب
والسفور.
•البيت والمدرسة.
•الأمراض والعلل التي تتعرض لها نفيسة الرجل
والمرأة
وفاتها:
توفيت
ملك باحثة البادية في 1918 بعد أن عاجلتها الحمى
الأسبانية.
فمشى في مشهدها كثيرات من الكبيرات وتلميذاتها وصديقاتها وعارفات
فضلها.
ودفنت في مدفن عائلتها بالإمام الشافعي. .
وعلى أثر وفاتها اجتمعت طائفة من النساء لتأبينها يوم الأربعين لوفاتها في
الجامعة المصرية برئاسة هدى هانم شعراوي .
واجتمعت طائفة من الأدباء
لتأبينها يوم الأربعين في نفس القاعة التي حاضرت فيها.
ورثاها أبو الوفاء
محمد فقال:
يا مصر قد أفل القمر فسجا ظلامك واعتكر
لم يبق في فلك السما من
كوكب إلا انكدار
وتكدرت شمس الضحى والجو أظلم واكفهر
أسفا على ذات العفاف
وربة الفضل الأبر
يا روضة الأدب التي غاضت كلمح البصر
فاضت لموتك عبرة حرى
هتون كالمطر
جرعتنا مر الأسى وأذاقتنا الثكل الأمر
لما وردت مناهلاً للموت
ليس لها صدر
يا ربة القلم الذي أحيا القرائح والفكر
لك في النظيم قصائد تزري
بمنظوم الدرر
لك في النثير رسائل رقت كأنفاس السحر
عقد تحلى جيد مصر بحسنه ثم
انتثر
عمر النوابغ لمحة تمضي كأعمار الزهر
وكذاك أوقات السرور مجرب فيها
القصر
رحم الله ملك ناصيف وغفر لها.