سقطت الدمعة فتساءل القلب عن سبب البكاء المتواصل على ذكرى قد ابتعدت الآن...فأجابته الروح أنها تتألم بشدة و
رغم أنها ابتعدت الا أنها بقت محفورة بتفاصيلها في الذاكرة و أصبحت تعيشها كل يوم من جديد رغم أنها انتهت..فتعجب
القلب من هذا الأمر الذي اعتبره جنونا و طلب من الروح أن تنسى و تتغلب على أوجاع الفراق و تنهي الرواية و تبدأ
الحياة من جديد بالبسمات المعتادة..و كان الصمت اجابة مؤقتة للروح حتى اخبرت القلب أن أوجاع الشوق مؤلمة ففي
كل لحظة تشتاق أكثر لمن تحب و ترسم صورته معك في كل مكان تجلس فيه لا و بل أحيانا تبدأ بالكلام و كأنه يقف
بجانبك ممسكا يدك يطمئنك أن كل شيء سيكون بخير ما دام معك حتى تصحو من الحلم لتجد أن الخيال أفضل بكثير من
الواقع..فاستغرب القلب أكثر و تساءل عن سبب كل هذا الخيال..فما كان من الروح سوى قول أن الحب هو السبب و
سؤاله عن من يتحكم فيه..فصمت القلب لتجيبه الروح انه المسؤول عن كل العذاب و الاحلام و الدموع فإن أراد من
الدموع ان تنزل للفرح لا الحزن و ان تزهو الروح فواجب منه ان يتوقف عن الحب ان استطاع لعله يريحها قليلا..فرد
القلب بحزن أنه ان فعل هذا فستبرد الروح و ستتلاشى الأحاسيس و المشاعر و حتى الدموع ستتجمد و بهذا سيدمر
السعادة..فابتسمت الروح و خيرت القلب بين العيش بحزن مع الوجع أو العيش بلا مشاعر لطيلة العمر..ففهم القلب أن
كل شيء بيده و لم يجد الحل لارضاء الجميع فرضى بالواقع حالا ليعيش عليه رغم الوجع..