اهمية القلب ومنزلته,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,@

القلـــب
فهو ملك الأعضاء التي تأتمر بإمرته،وعنوان العمل صلاحاً وفساداً، فعن النُّعْمَان بْن بَشِيرٍ t قال:) سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: الْحَلالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ، فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى ، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى ، أَلا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ[2قال الحافظ رحمه الله تعالى في شرح الحديث:( خصَّ القلب بذلك لأنَّه أمير البدن،وبصلاح الأمير تصلح الرعيَّة،وبفساده تفسد،وفيه تنبيهٌ على تعظيم قدر القلب،والحثِّ على صلاحه) .
اهمية القلب ومنزلته,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,@ 99267

اهمية القلب ومنزلته,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,@ 99267

وقال الهيثمي في شرحه في سبب تفضيل القلب:( لأنَّه مبدأ الحركات البدنية ،والإرادات النفسانيّة،فإن صدرت عنه إرادة صالحة ،تحرَّك البدن حركة صالحة،وإن صدر عنه إرادة فاسدة ،تحرَّك البدن حركة فاسدة،والأعضاء كالرعيَّة،ولا شكَّ أنَّ الرعية تصلح بصلاح الملك،وتفسد بفساده.
والقلب محلّ الاعتقادات والعلوم والأفعال الاختيارية،فلكونه محلاًّ لهذه الخصوصية الإلهية، التي تدرك بها الكليات والجزئيات،ويفرّق بها بين الواجب
والجائز والمستحيل،امتاز به الإنسان عن بقية أنواع الحيوان.
ولهذا المعنى امتاز أيضاً عن بقيَّة الأعضاء بكونه أشرفها،ومن ثمَّ كانت مسخَّرة مطيعة له ،فما استقرَّ فيه ظهر عليه،وعملت بمقتضاه،إن خيراً فخير،وإن شرَّاً فشرّ،فكان صلاحها بصلاحه،وفسادها بفساده.وبهذا ظهر أنَّ الحواس معه كالحجَّاب مع الملك،لأنَّها تدرك المعلومات أولاً،ثمَّ إليه ليحكم عليها،ويتصرَّف فيها ،فهي آلات وخدم له.
وإذا بان أنَّ صلاح القلب أعظم المصالح،وفساده أشدّ المفاسد،فلا بدَّ من معرفة ما به صلاحه ليُطلب،وما فيه فساده ليجتنب.
فالذي به صلاحه علوم،وهي العلم بالله تعالى وصفاته وأسمائه،وتصديق رسله فيما جاءوا به،مع العلم بأحكامه ومراده منها،والعلم بمساعي القلوب من خواطرها وهمومها،ومحمود أوصافها ومذمومها،وأعمال وهي تحليةٌ بمحمود تلك الأوصاف، وتخليةٌ عن مذمومها، ومنازلته للمقامات،وترقيةٌ عن مفضول المنازلات.وأحوالٍ وهي مراقبة الله تعالى أو شهوده بحسب تهيئه واستعداده
ومما يصلحه تدبُّر القرآن ،وخلوّ الجوف ،وقيام الليل،والتضرُّع عند السحر،ومجالسة الصالحين،ورأس ذلك الأعظم تحرّي أكل الحلال واجتناب الشبهات،فإنَّها تورث قسوة وظلمة ، وتجرّه إلى الحرام)
اهمية القلب ومنزلته,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,@ 99267

يروى أنَّ لقمان الحكيم كان عبداً نجاراً، قال له سيده اذبح وائتني بأطيبها بضعتين ، فأتاه باللسان والقلب.
ثم أمره بذبح شاةٍ أخرى فقال له: ألق أخبثها بضعتين، فألقى اللسان والقلب فقال: أمرتك أن تأتيني بأطيبها بضعتين، فأتيتني باللسان والقلب، وأمرتك أن تلقي بأخبثها بضعتين، فألقيت اللسان والقلب، فقال ليس شيءٌ أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا
وفي ذلك يقول الحكيم الترمذي:( ليس من خلق الله تعالى شيء أطيب من قلبٍ طاب بنور التوحيد والمعرفة والإيمان،ولا أطهر ولا أنظف ولا أتقى ولا أصفى ولا أوسع،إذا طهَّره الله U من الأنجاس،وتولَّى إحياءه بنور الحقِّ،وحفظه وحرسه وزاد فيه من الفوائد،وهو قلب المؤمن وليس لأنواره غاية.
وليس شيءٌ أخبث منه ولا أنتن ولا أنجس،إذا خذل الله صاحبه،ولم يتولَّ حفظه،ووكله إلى الشيطان،وهو قلب المنافق والكافر،لأنَّه معدن الشرك والشَّك والنفاق والريب والمرض)
فإذا كان القلب ملك الأعضاء ،فقد اشتهر قولهم:( الناس على دين ملوكهم).
والقلب باب المعرفة بالله U ،وبذلك بوَّب البخاري رحمه الله تعالى :( باب قول النبيr :أنا أعلمكم بالله I ،وأنَّ المعرفة فعل القلب)[6
قال ابن قدامة رحمه الله تعالى:( من عرف قلبه عرف ربَّه،وأكثر الناس جاهلون بقلوبهم ونفوسهم،والله يحول بين المرء وقلبه،وحيلولته أن يمنعه من معرفته ومراقبته،فمعرفة القلب وصفاته أصل الديِّن،وأساس طريق السالكين)
والقلب محلُّ الفقه والعقل: قال تعالى:) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ( (الحج 46) .
قال مجاهد رحمه الله تعالى:( لكلِّ عينٍ أربع أعينٍ، يعني لكل إنسانٍ أربع أعين : عينان في رأسه لدنياه، وعينان في قلبه لآخرته، فإن عميت عينا رأسه وأبصرت عينا قلبه، فلم يضره عماه شيئاً، وإن أبصرت عينا رأسه وعميت عينا قلبه، فلم ينفعه نظره شيئاً)
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى:( أي ليس العمى عمى البصر، وإنَّما العمى عمى البصيرة، وإن كانت القوة الباصرة سليمةً، فإنَّها لا تنفذ إلى العبر، ولا تدري ما الخبر، وما أحسن ما قاله بعض الشعراء في هذا المعنى وهو أبو محمد عبد الله بن محمد بن سارة الأندلسي:
يا من يصيـخُ إلى داعي الشقـاء وقد نادى به الناعيان الشيبُ والكَبرُ
إن كنتَ لا تسمع الذِّكرى ففيم ترى .. .في رأسك الواعيان السمعُ والبصرُ

اهمية القلب ومنزلته,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,@ 99267

لا الدهر يبقى ولا الدنيا ولا الفلك الـ ...أعلى ولا النيِّران الشمسُ والقمرُ
ليرحلنَّ عن الدنيا وإن كرها ... فراقـها الثـاويان البـدوُ والحضرُ
t المتقدِّم :( يستدلُّ به على أنَّ العقل في القلب , ومنه قوله تعالى ) فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا((الحج 46) وقوله تعالى ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ( (ق 37) قال المفسرون : أي عقل وعبَّر عنه بالقلب لأنَّه محل استقراره).
وقد عاب الحقُّ I على الكافرين خلوّ قلوبهم من نور الفقه والحكمة،والإنسان مهما كان ذو عقلٍ حصيفٍ في أمور الدنيا،فإنَّه جاهلٌ في أمور دينه،ومعرفته بربِّ العالمين ،فقلبه مظلمٌ،وما علمه بأمور الدنيا بنافعه،وإن جرَّ له بعض المتاع من حطام الدنيا،قالU) لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا ((الأعراف 179).
وعوقبوا بأشدِّ عقابٍ فهم محجوبون عن الله U :) وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ((التوبة 87).
والقلب محلُّ نظر الله U : فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ:) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ
ولمَّا كان القلب محطِّ نظر الله U ،فمن نظر الله I إلى قلبه كان ذلك سعادة لا شقاء بعدها
ففي المسند عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ t قَالَ:) إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ r خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ، فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ(
والنظر إلى قلب المؤمن لها اعتباران:
اهمية القلب ومنزلته,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,@ 99267

الأول: نظر تشريف كما تقدَّم،فإذا حظي المؤمن بنظرة الرضا من الله U كان ذلك غاية التكريم والسعادة للمسلم.
الثاني: نظر علمٍ وإحصاءٍ، فالله I مطَّلعٌ على القلوب وما تتضمنه من النوايا والخطرات، قال تعالى:) قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( (آل عمران 29).
وفي آيات كثير ختمها الحقُّ Y) إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ((آل عمران 119(
وقد صوَّر الحقُّ I علمه بأنَّه :) عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ((سـبأ 3).
وهذا العلم يحمل المؤمن على المراقبة لله U ،وبالتالي ينضبط سلوكه،فيزيد من الطاعات والعمل الصالح،ويقلع عن المنكرات وعمل السوء.
وقد مدح الحقُّ I القلب في مواضع كثيرة من الكتاب العزيز ،سنفصِّل بعض هذه الصفات في صفات القلب السليم.

) يعقد ابن قدامة رحمه الله تعالى مقارنة بين صحة البدن وصحة القلب والنفس:( البدن لا يُخلق كاملاً،وإنَّما يكمل بالتربية والغذاء.
كلك النفس تُخلق ناقصةً قابلةً للكمال،وإنَّما تكمل بالتزكية،وتهذيب الأخلاق،والتغذية بالعلم.
البدن إذا كان صحيحاً ،فشأن الطبيب العمل على حفظ الصحة،وإن كان مريضاً فشنه جلب الصحة إليه.
والنفس إذا كانت زكيَّة طاهرة مهذبة الأخلاق،فينبغي أن يسعى بحفظها،وجلب مزيد القوَّة إليها، وإن كانت عديمة الكمال،فينبغي أن يسعى بجلب ذلك إليه.
وكما أنَّ العلَّة الموجبة لمرض البدن لا تعالج إلاَّ بضدها،فكذلك الأخلاق الرذيلة التي هي من مرض القلب،علاجها بضدِّها،فيعالج مرض الجهل بالمرض،ومرض البخل بالسخاء،ومرض الكبر بالتواضع.
وكما أنَّه لا بدَّ من احتمال مرارة الدواء،وشدَّة الصبر على المشتهيات لصلاح الأبدان،فكذلك لا بدَّ من احتمال المجاهدة،والصبر على مداواة مرض القلب،بل أولى.
فإنَّ مرض البدن يخلص منه بالموت،ومرض القلب عذاب يدوم بعد الموت أبداً).مختصر منهاج القاصدين
اهمية القلب ومنزلته,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,@ 99267

بحــــــــــر العيــــــــون الســـــود

سمـــــــوالاميره لنــــــدا

يسعدني ويشرفني مرورك العطر

لكي مني اجمل باقت

الشكر والاحترام والتقدير

يا استاذ

ميشو
اهمية القلب ومنزلته,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,@ 43549

بحــــــــــرالعيون الســـــــــود

سمـــــــــوالاميره لنــــــــدا

اهمية القلب ومنزلته,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,@ 3526322921

اهمية القلب ومنزلته,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,@ 1797960772

اهمية القلب ومنزلته,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,@ 2594117961

مواضيعك يا ريناد سيطرت على المنتدى بجمالها وتنوعها فعلا مديرة ناجحة

اشكر واتقدير الى معلمى توان فهو من وصلنى الى هذا النجاح

كل الشكر وتقدير اليك مداح

بحــــــــــــــــر العيون الســــــــــــود
اهمية القلب ومنزلته,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,@ 125895_1199815988

اهمية القلب ومنزلته,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,@ 125895_1199815988

سمــــــــــــوالاميره لنـــــــــــــدا


شكرا لكى ريناد على الموضوع الجميل و المفيد ♥ جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥ ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر

:1234556:

» الحب كلمه منقوله من القلب الى القلب
» احلى كلام من القلب الى القلب
» اهمية الرؤيا