المرأة المدخنة عادة مستهجنة وخسائر ليست صحية فقط!
محاسن أصرف
خطر التدخين
خطر التدخين
قلة الوعي، كثرة أوقات الفراغ، إضافةً إلى ازدياد التوتر العصبي لدي كثير من النساء في المجتمع العربي، ناهيك عن تأثرهنّ بالرجال المدخنين، وتقبل بعض المجتمعات إلى حدٍّ ما لمشهد المرأة المدخنة وكذلك انتشار المقاهي العامة والاستراحات الصيفية التي تشجع على التدخين، أسباب مجتمعة أدت بالمرأة العربية إلى ممارسة عادة التدخين أحياناً على مرأى من المجتمع، وأحياناً أخرى بعيداً عن أعين الناس تجنباً لنقد أو الخوض في مناقشة تتطلب تبرير الأسباب وشرح الدوافع.
"لها أون لاين" تبحث عن الأسباب التي تدفع بالمرأة إلى التدخين وتقارنها بأسباب الرجل وتتطرق إلى سلوكيات النساء في التدخين سواء بالسر أو العلن، وتسألهن عن أسباب ممارسة التدخين في الخفاء وتتجه إلى المجتمع لاستيضاح النظرة الاجتماعية للمرأة المدخنة، في سياق التقرير التالي، تابعونا.
قرار وزاري للحد من الظاهرة:
تنتشر اليوم في المجتمع الفلسطيني المحافظ في غزة، ظاهرة تدخين المرأة للنرجيلة على شاطئ البحر أو في الاستراحات، الأمر الذي دعا وزارة الداخلية لإصدار قرار بمنع تدخين النساء للنرجيلة في الأماكن العامة.
"سلوى" في منتصف الثلاثينات لا تتورع أبداً في أن تجاهر بالتدخين أمام زميلاتها وزملائها في العمل، أو حتى شقيقاتها وأزواجهن، لكنها أبداً لا تفعل ذلك أمام والديها بدافع احترامهما والمحافظة على صورتها الطيبة التي عهداها عليها، تقول: "التدخين بالنسبة لي حرية شخصية" أما عن أسبابها في التدخين فلا تعدو الضغوطات الكبيرة التي تواجهها خلال العمل وظروف الحياة. مؤكدة أنها تجد في عبق أنفاس الدخان التي تنفثها من فيها راحة كبيرة وكأنها تقتلع أشواكاً من صدرها، نافية أن يكون التدخين باعث للعصبية والتوتر.
الضغوط هي السبب!!
ظروف طلاق مرت بها "فخرية" أدت في النهاية إدمانها التدخين، رغم ما تعانيه من أوضاع اقتصادية سيئة قد لا تستطيع معها إلى توفير ثمن علبة السجائر فتضطر إلى الاستدانة حيناً، أو شراء أعواد محددة وفق ما يتوفر لها من مال.
البداية في تناول فخرية السجائر كانت في إطار "الدلع"، طبقاً لقولها، ومن ثمَّ باتت لديها عادة وأخيراً أدمنتها حتى أن عدم تناولها للسيجارة يجعلها في مزاج عصبي ومتوتر، تؤكد السيدة أنها لم تكن لتجرب التدخين لولا ظروف وضغوطات مرت بها؛ فوجدت التدخين وسيلةً للهرب مما تمر به أو حتى نسيانه لكنها ما لبثت أن اعتادت عليه وباتت تدمنه رغم ضعف قدرتها المادية، وأضافت قائلة:"بعدما طٌلقت من زوجي ضاق صدري وتألمت نفسياً، فاتجهت للتدخين ولم أستطع الإقلاع عنه"، ولعل اعتياد ابناها على رؤيتها والسيجارة لا تكاد تغادر فمها جعلهما يقلدانها دون أن تملك سبيلاً لإثنائهما.
تؤكد أنها كلما حاولت أن تثني أبنائها عن التدخين، وجدت نفسها عاجزة كونها لم تمثل لهما مثلاً وقدوة تقول:"لذلك أتمنى الإقلاع عن التدخين خاصة بعد الدراسات الكثيرة التي تناولت نتائجه على صحة الإنسان". وتضيف السيدة أن ممارستها لعادة التدخين السيئة أثرت على علاقاتها الاجتماعية خاصة وأن محيطها الاجتماعي محافظ وينظر للمرأة المدخنة كخارجة عن عرف المجتمع وعاداته المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي.
آثار طبية خطيرة:
بحسب دراسة نشرتها مجلة"ستروك الطبية" مؤخراً حول الأثر الصحي الذي يتركه التدخين على النساء، خاصة اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15-49 عاماً، فإنهنّ تتعرضن لخطر الإصابة بالجلطات الدماغية بمعدل يتراوح بين 2.5 – 9 أضعاف بالمقارنة مع غيرهن من النساء في ذات المرحلة العمرية غير المدخنات، فيما بينت دراسة نرويجية أخرى أن النساء المدخنات تحدث لديهنّ جلطة القلب لأول مرة قبل أن تصيب نظرائهن من الرجال المدخنين بأربع عشرة سنة. وأضافت أن ذلك يؤدي إلى احتمال وفاة المرأة المدخنة في سن مبكرة عن الرجل المدخن.
ضار صحياً ومحرم شرعاً:
وترى نور الهدى، أن التدخين يقتل داخل المرأة مشاعر الرومانسية، ويقتل أنوثتها ويقضي على حيائها، إضافةً إلى الأضرار الصحية التي تعانيها، والتي أثبتتها دراسات علمية وأبحاث مخبرية، وتستهجن الفتاة من مجاهرة بعض النساء بالتدخين في الأماكن العامة وفي حضور أزواجهن، مؤكدة أن ذلك يشعرها بالمرارة لافتقار الزوج النخوة والمرأة المدخنة الحياء الذي هو تاج وقارها وسبيل عزتها واحترامها. وشددت الفتاة على ضرورة إقلاع المدخنات عن التدخين حفظاً لصحتهن والتزاماً بتعاليم دينهن الذي جاء محرماً للتدخين كونه سبيل لإهلاك النفس وإزهاق الروح.
فيما لفتت إيناس أن المرأة المدخنة تحمل إيحاءات غير أخلاقية من خلال حركة التدخين التي تقوم بها ومن ثمّ فإن نظرة الرجل والمجتمع عموماً لها نظرة غير لائقة بها. وأشارت الفتاة إلى أن تدخين المرأة يأتي في إطار استخدام الحريات ومبادئ المساواة بين الرجل والمرأة والتي تم استيرادها من الغرب بطريقة خاطئة وتؤثر سلباً على صورتها الاجتماعية، مؤكدة أن المجتمع ينظر لها على أنها متمردة على قيمها الاجتماعية وعلى عاداتها ودينها الذي تربت عليه.
مخاطر ليست في الحسبان:
تؤكد الأبحاث العلمية والدراسات الاجتماعية الطبية، أن المرأة وخاصة الفتيات، لا يعرفن تماماً مخاطر التدخين، وأنهنّ عندما يبدأن بالتدخين فإنهنّ لا يحصلن على النصائح الطبية الكافية لتلافي ذلك.
فمن المخاطر الأكيدة للتدخين، أن تدخين المرأة خلال الربع الأول من حملها يزيد احتمالات إنجابها طفلاً يشكو من عيب خلقي في القلب. وهو ما أكدته مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أطلنطا.
كما تؤكد دراسات علمية أخرى أن 65 بالمئة من أطفال الأمهات المدخنات يولدون معاقين، وأن أهم الأضرار التي يسببها التدخين للمرأة هو العقم كما يصعب احتمالات الحمل.
كما تتعرض النساء الحوامل المدخنات إلى إسقاط الحمل، وانخفاض أو انقطاع حليب الرضاعة، أما فيما بعد الولادة فكثيرا ما يحدث الموت المفاجئ للأطفال حديثي الولادة. إضافة للعاهات التي تصيب الجنين بسبب تدخين أمه كالتخلف العقلي الذي يحدث للدماغ وعدم اكتمال الرئة.